قصة قصيرة :
بين سقوط الأمة ، وسقوط الأقمشة .
حكايةٌ بين الواقع والخيال ..
يتضحُ فيها كيفَ يمكنُ لقوى الشر أن تحول إنساناً كريماً .. إلى إنسان بفطرة حيوانية :
كان الناس يعيشون في ظل الإيمان .. تتنزلُ عليهم أوامر الله ، فيطيعونها بكل ذرة حب وإمتنان تتملّكُ قلوبهم ..
يعيشون تحت ظل العدل ، والفضيلة ، والأمان ، والطمأنينة .. وحلاوة الإيمان ، وعلوّ الهمة ..
ولكن ..
ثمة عدوّ يتربص في الجوار !
قد أخذَ على نفسه عهداً أن لا يُتمّ على بني آدم ماهم فيه من تكريم ونعيم وعزّ !
فأخذ يقلُبها في رأسه :
" إنّ الشرك أكبرُ ذنب يغضب الله ، والعدول عنه ليس بالهين .. لكن السقوط فيه ليس بالصعب , وإني لآمل أن اجدَ فوهةً انسلّ بها إلى قلوبهم .. لأعبث بها كيفما أشاء "
وصار يخطط ، ويرفعُ ، ويخفض ..
وأخيراً .. استطاع على مرّ الأجيال ..
أن يزعزع ايمان القلوب ، وكان أول أثر بدا على بني آدم .. هو أنهم :
لم يعودو يعرفون لماذا يفعلون كل تلك العبادات !
لقد نُزع الإخلاص والنية .. فباتَت العبادات .. مجرد فعل يكررونه كل يوم بلا حياة ولا تلذذ !
ولكن ابليس لم يرضيه هذا الحال .. وطمع في المزيد !
وصار يفكر :
لم يصل بنو آدم للفساد الذي اطمح إليه بعد ..
فلا زال فيهم العفاف ، والغيرة والوفاء .. والشرف والنبل ! ولا أحد من بني ابليس يرضيه أبداً هذا الحال !!
وبعد فترة ليست بالقصيرة ..
حدثَ للعالم أجمع أمرٌ لم يكن بالحسبان !
تهاوت البلاد المسلمة ..
وخارت قوى الشباب ، وانخفضت هممهم
وقلة أعداد المصلين في المساجد ،
وزادت أعداد النائمين في أهواءهم وملذاتهم ..
وكنتيجة لخذلانهم دين الله ؛ خذلهم الله .
لقد نجح ابليس ! ولكن كيف ؟
المرأة هي قلب البلاد .. هي المضغة التي ينبضُ بها المجتمع ، ويعيش ويحيا .. هي الجزء الذي إن صلح .. صلح سائر الجسد ..
شد ابليس على ايدي اعوانه من شياطين الأنس .. ولكل منهم خطةٌ وهدف يريد تحقيقه ؛ فابليس كان يطمحُ أن يحمل معه أكبر عدد من بني آدم لجهنم ..
وأمّا شياطين الأنس .. فكانت أهدافهم اكثر عجباً من أهداف ابليس نفسه :
( الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنو ) .. فقط ! هذا هو هدفهم !
ليس لإرضاء اهواءهم .. بل فقط لأن يرو الذين آمنو يتخبطون في الفحش والفساد لمرض في قلوبهم .
ونجحو ..
استهدفوا المرأة ، ولباسها ، وحجابها ..
بكل سلاح يمكنُ للمرء أن يتخيله ..
( اعلام قذر ، عقوبات صارمة ، تزيين المحرمات ، ابتزاز ...) و الكثير !
وصارت المرأة همها وشغلها الشاغل
ابراز مفاتنها ، والركض خلف الموضات ..
أغروها بكل ما يمكن أن يغرون به !
فأشغلوها عن التربية ، عن البناء ، عن العبادة ..
حتى قلبوا الفطرة الإنسانية !
نزعوا منها حياءها ، وأنوثتها ..
وصارو ينظرون لها كسلاح أكثر من كونها انسان .. حتى تسهل لهم بلوغ اهدافهم !
استطاعوا أن يقنعوا العالم ..
أن الحشمة التي هي أمرٌ من الله ، ومتطلبٌ لأي انسان .. إنما هي تخلف !
وأن التشبُه بالحيوانات هو أصل الحضارة ..
وأن الطريق الوحيد لتحقيق أحلامها .. هو أن تنزع حياءها !
وحصل ما حصل ..
ولأن القلب قد تهاوىَ ، وصار عبارة عن هوىً وملذات ، وفراغٌ وعثرات ..
كان سقوط الأمة أمرٌ غير مستغرب أبداً .. ونتيجة حتمية متوقعة .
-
استنجاد :
يا قلوب الأمة ..
يا مضغتها ، وحياتها ، وأصلها ..
هل يرضيكم هذا الذل الذي نحنُ فيه ؟
هذا الخذلان الذي انغمسنا فيه بفعل اتباع اهواءنا وخطوات الشيطان ؟
هل علمتي الآن لماذا نستنكر العريّ ، ونبكي من ضياع الحشمة ؟
لأن الأمر أكبرُ وأهم بكثير مما تتخيلين .
*شهد عبدالرحمن
ولأن الناس ضاعوا في ملذات الدنيا وأهوائها، لأنهم أفسدوا -وتمامًا- كما أُفسدوا..
ردحذفصار العريّ شائعًا وغالبًا!! ويا ليته ما صار!
قصة مؤلمة! تحكي ماضيًا عشناه، وواقعًا نعيشه، وآهٍ من كليهما!!
شهْد العصيمي